</TD></TR></TABLE>في السينما المصرية وفي موسم الصيف من الطبيعي جدا أن يخرج إلي الجمهور فيلم كوميدي خفيف، وأيضاً مجموعة من الإفيهات ـ سواء كانت طازجة أو «بايتة» حسب استقبال الجمهور لها ـ ولا مانع من أن تحمل هذه الإفيهات كماً من الإيحاءات الجنسية والاستظراف، الذي يستشعر معه المشاهد أنه لابد منه، كي يرفع الفيلم شعار الكوميديا إلي جانب مشاهد مثيرة،
ولن يضر إذا وضع في الفيلم أيضا عدة أغان أو استعراضات راقصة، لإرضاء جميع الأذواق، حتي لو كانت التيمة التي يلعب عليها فيلم مثل «صباحو كدب» - تأليف أحمد عبدالله وإخراج محمد النجار ـ مكررة.
أحمد آدم، العائد إلي المنافسة في موسم الصيف بعد فشل آخر أفلامه «معلهش إحنا بتبهدل» يصر علي تحدي نفسه، وليس منافسة نجوم الكوميديا الشباب محمد سعد وأحمد حلمي ومحمد هنيدي وهاني رمزي بأن يتحمل مسؤولية تقديم فيلم كوميدي، غالبا لن يحقق نجاح أفلام هؤلاء النجوم، ويجسد شخصية «نعناع أفندي» مدرس الموسيقي الكفيف الذي يعود إليه بصره أو يفقده مع كل «خبطة» علي رأسه،
وكأن المشاهد لم يمل من هذه الفرضية، التي تشبعت بها الأفلام العربية الكلاسيكية، أيضا «نعناع أفندي» يهوي الغناء بشكل يرفض معه صناع الفيلم أن يعترفوا بكونه تقليدا لشخصية الأعمي في فيلم «الكيت كات»، والتي جسدها محمود عبدالعزيز قبل سنوات طويلة.
ولأن التيمة مكررة ومقلدة، فلا مانع أيضا من أن تأتي أغنية الفيلم تحمل اسم «الخيار» مسايرة للموضة في تقديم أغان للفواكه والخضراوات وكله مفيد لصحة الجمهور، خصوصا إذا تذرع صناع الفيلم بأن فيلمهم له مغزي ورسالة، وهي انتقاد الكذب الذي أصبح يلاحقنا من كل اتجاه، ومع فيلم مثل «صباحو كدب»، فلا تعليق يصلح للسينما «البايتة».
المخرج
محمد النجار: الفيلم بسيط.. وليس فيه منظر جارح.. و«باحب أعمل شغل لذيذ»
رغم بداياته منذ منتصف الثمانينيات بأفلام «الصرخة» و«زمن حاتم زهران» و«الهجامة» التي عكس خلالها هموم وقضايا جيله، فإن المشوار السينمائي للمخرج محمد النجار تغير مساره إلي الأفلام الخفيفة التي جعلته هدفاً دائماً للنقد.
وبعد «ميدو مشاكل» و«عوكل» و«صعيدي رايح جاي» ومؤخراً «علي سبايسي» يواصل النجار مشواره بفيلم خفيف هو «صباحو كدب» الذي يؤكد أنه عمل له رسالة.
* كيف جاء ترشيحك لإخراج الفيلم؟
- الفكرة كانت موجودة منذ البداية، وأحمد عبدالله عمل عليها، وأحمد آدم صديقي منذ ٢٠ سنة، وأيضاً المنتج كامل أبوعلي الذي أعرفه قبل دخوله مجال الإنتاج السينمائي، وجميعنا كنا نود عمل مشروع سوياً.
* تأجل عرض الفيلم وأيضاً تصويره أكثر من مرة، فهل كان لأسباب إنتاجية؟
- لا، فالتأجيل يعود إلي أن أحداث الفيلم يفترض أن تدور في الشتاء، وبعض المشاهد تستلزم وجود برق ورعد ومطر، ولذلك كان علينا انتظار انتهاء فصل الصيف للبدء في تصويره، أما بالنسبة لتأجيل عرض الفيلم، فكان يفترض أن يعرض في موسم إجازة نصف العام، لكن لم تكن هناك دور عرض متاحة فتم تأجيل عرضه لموسم الصيف.
* ولماذا تغير اسم الفيلم من «نعناع أفندي» إلي «صباحو كدب»؟
- لأن «صباحو كدب» هو الاسم الأنسب للمضمون الذي يحمله الفيلم والمعبر عن أحداثه التي تتناول الكذب في جميع وجوه حياتنا، وهي الرسالة التي يقدمها الفيلم.
* تردد وجود أزمة بسبب أفيش الفيلم وأن أميرة فتحي طلبت وضع اسمها إلي جانب أحمد آدم؟
- الأفيش قمنا بعمله أنا والمنتج كامل أبوعلي، ولم يشاهده أي من الأبطال إلا بعد طبعه ولم يعترض أي منهم.
* شخصية «نعناع أفندي» كفيف، ومدرس موسيقي ويهوي الغناء، ألا تري استهلاك ارتباط شخصية الكفيف بالغناء وتقديمها في أفلام كثيرة من قبل؟
- معظم المكفوفين مرهفو الحس، ولذلك يكونون قريبين من الفن غالباً، خاصة الموسيقي، وأحياناً يهوون الكتابة أو الشعر، ولنستشهد مثلاً بعظماء الموسيقي في مصر وهم مكفوفون مثل سيد مكاوي وعمار الشريعي، ثم إن تيمات الشخصيات معروفة،
و«خلينا في المفتحين».. عملنا مليون قصة حب والبطل يحب البطلة في كل فيلم، وتيمة الأكشن كل مرة ضرب ومطاردات،
وتيمة الغيرة أو الانتقام هي الأخري مكررة، ودعينا نتحدث عن المكفوفين فعددهم كبير، وكذلك أصحاب الحالات الخاصة، ولكن السينما لم تعبر عنهم بشكل كاف، والمهم هو كيفية معالجة الموضوع وتناول الفكرة، فهو كفيف ويعمل مدرس موسيقي، وبالتالي لن يكون مناسباً أن يعمل سائق تاكسي مثلاً أو عالم ذرة.
* بدا لا منطقياً كون «نعناع» مع كل «خبطة» علي رأسه يعمي أو يعود إليه بصره، ألا تري أنها تيمة مستهلكة في أفلام الأبيض والأسود وليست حتي في الأفلام الجديدة؟
- صدقيني أن الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، كما أننا استشرنا طبيب عيون متخصصاً عند كتابة السيناريو وعند تصوير الفيلم كي لا نقدم معلومات مضللة للجمهور، وفسر لنا الطبيب أن «الخبطة» للشخص الكفيف في هذه الحالة تحدث نوعاً من الالتحام أو شيئاً ما داخل العين فيبصر أو يفقد بصره، ثم إنني «موش حاعمل اختراع.. المهم في النهاية الموضوع يقول والفيلم يضحك»!
* حمل الفيلم أيضاً كثيراً من الإفيهات الجنسية والإيحاءات المبتذلة؟
- ليس صحيحاً، فلم أقدم في الفيلم مشهداً لعملية جنسية مثلاً، وكل ما هنالك هو مشهد لأميرة فتحي وهي تفتح الباب لأحمد آدم وهي شبه عارية، وهذا طبيعي لأنه أعمي وهي تدرك أنه لا يراها، ثم إنني أحرص علي أن أقدم الفيلم للأسرة، فكيف سأقدم جنساً صريحاً أو إفيهات جنسية؟، إضافة إلي أنني لا أحب أقدم شيئاً «آخد عليه ذنوب»!
* ولكن بعض حركات وأداء أميرة فتحي حمل إيحاءات وتلميحات جنسية؟
- طبيعي أن تكون كذلك، لأنها تعمل راقصة في كباريه درجة ثالثة، وبالتالي يكون سلوكها وحركاتها طبيعية، ولكن أميرة لم تظهر مثلاً من غير ملابس داخلية أو قدمتها في منظر جارح كي أعمل «سيكس» ولم أقدم في الفيلم «بوس الواوا»، أو أغنية خليعة جداً من إياهم.
* علاقة «نعناع» بحبيبته «قمر» غلب عليها السذاجة حيث يصدق كل ما يقال عنها من المحيطين به؟
- لأنه رجل كفيف، لا يري بل يسمع فقط، ولذلك فمصدر معلوماته هم المحيطون به.
* أغنية الفيلم «الخيار» ألا تراها تقليداً وبحثاً عن النجاح المضمون؟
- المسألة ببساطة أننا أردنا تعمق الجمهور في مغزي الأغنية وهي أن النظرة للأشياء أصبحت سطحية، واختيارنا لهذه الأغنية تحديداً كان لأننا سمعنا أغاني كثيرة عن الفاكهة، فقلنا طب ما نغني للسمك والخضار، وكله يغني للي يحبه! كما أن الأغنية تعكس سياق الفيلم ومضمونه.
- «صباحو كدب» فيلم بسيط كما أن هناك فرقاً كبيراً بين الاحتراف والهبل، والاحتراف أن يكون المخرج «عارف حيعمل إيه»، ويحدد أماكن التصوير منذ البداية ومعه تصاريح التصوير، وعارف الزوايا المناسبة للتصوير، أما الهبل أن المخرج «يقعد يصور ١٦ أسبوعاً» وهو لا يعرف المكان ويضرب أوردرات تصوير كثيرة، ولا يعرف «هو عايز إيه»، وفيه أفلام تطلع في ٧ ساعات مادة ويظلون يمنتجونها ويقصونها، أما أنا ففيلمي طلع «ماتيريال» في ساعتين فقط وقمت بعمل المونتاج لأحذف ١٠ دقائق فقط منه.
* دائماً يتردد في بلاتوهات التصوير لأفلامك، أنك مخرج سلس وطوع للبطل تنفذ له ما يريد؟
- مواقفي معروفة جداً، وأنا مخرج أحب أعمل شغل لذيذ، وأحب أدلع الناس كلها والناس تدلعني، إلا إذا اقترب أحد من شغلي، فهذا أمر مختلف.
أميرة فتحي: حذف شخصية «بوسي» يخل بالأحداث
«بوسي» أو «سامية لوكس» هي الشخصية التي تقدمها أميرة فتحي في فيلم «صباحو كدب»، قالت: إنها أرادت أن تثبت أنها ممثلة موهوبة وليست مجرد فتاة جميلة تقوم بدور الفتاة «النصابة» تعمل راقصة في ملهي درجة ثالثة في الفيلم.
* ما الجديد في هذا الدور؟
ـ بمجرد قراءة السيناريو انجذبت إلي الشخصية لأن الدور جديد جداً، وقد فرحت به لأنه كان يتردد أن أميرة تعتمد علي جمالها، وهذا الدور لا يعتمد علي الجمال إطلاقاً، وأنا عن نفسي لا أعتمد علي الجمال، من قال ذلك ظلمني.
* لكن مساحة الدور صغيرة.
ـ بالعكس، موضوع المساحة لا يشغلني، ودوري عامل «ضجة» والممثل لا يعمل بحجم الدور، ولكن بتأثيره، ولو حذفنا دور «بوسي» من الفيلم ستختل الأحداث لأنني البطلة.
* هل تعمدت ظهور الشخصية بماكياج مبالغ فيه؟
ـ نعم، حتي أظهر «وحشة» لأن الشخصية تصرفاتها ومظهرها يجب أن يكونا بهذا الشكل حتي انني أشتريت ملابس رخيصة من علي الرصيف في إسكندرية وارتديتها وكنت متعمدة أن تكون الألوان غير متناسقة لأن الشخصية لفتاة نصابة.
* وماذا أضفت للشخصية من عندك؟
ـ الفتيات من هذه الطبقة عندما يردن الظهور بشكل جذاب وجميل يضعن وردة في شعورهن.
* طريقة مضغك اللبان كانت مستفزة ومبالغاً فيها؟
ـ الشخصية من بيئة هذا أسلوبها، ولا يوجد لديها من يقول لها «عيب»، وقد تم توظيف مضغ اللبان في المشاهد الكوميدي.
التمثيل
أحمد آدم: لا وجه للشبه بين «نعناع» و«الشيخ حسني»
يقدم أحمد آدم في فيلمه الجديد «صباحو كدب» شخصية موسيقي كفيف، والتي فتحت باب المقارنة بينه وبين محمود عبد العزيز الذي قدم الشخصية نفسها في فيلم «الكيت كات»، لكن أحمد آدم دافع عن شخصيته «نعناع أفندي» وبرر كل تصرفاتها، حتي غير المنطقية منها، في الفيلم بأن الفيلم «كوميدي».
* دور الموسيقي الكفيف سبق أن قدمه محمود عبد العزيز في فيلم «الكيت كات»، فما الجديد في دورك؟
- دوري مختلف تمامًا عن دور محمود، ولا يوجد تشابه بين الفيلمين، لكن الكفيف دائمًا يكون موسيقيا أو شيخًا، ودوري لشخص درس في معهد الموسيقي وكان نظره سليمًا وقتها، ثم تعرض لحادث فقد فيه بصره، وتعرض بعدها لظلم وكذب وخداع حتي عاد إليه بصره.
* وهل من المنطقي أن يفقد شخص بصره ثم يعود إليه أكثر من مرة بسبب حادث؟
- الفيلم كوميدي أصلاً، ومنطقه الدرامي يحكم بين الأحداث، وذلك لأوءكد أن الأعمي أفضل من المبصر لأن كله بيكدب علي كله.
* لكن الأعمي لديه حواس أخري قوية لم تظهر في الفيلم مثل السمع مثلاً.
- هذا صحيح، لكن نعناع في الفيلم يعتمد علي ابن خالته شفيق ويعتبره عينه التي يري بها، ولم يتوقع كل هذا الخداع لدرجة أن شفيق أخذ سيارة نعناع المرسيدس وشغلها تاكسي أجرة.
وكان نعناع يصدق كل ما يصفه له شفيق ويكذب نفسه، كذلك عندما عاد إليه بصره بحث عن شفيق ليجده يخونه مع زوجة زوج أمه.
* ولماذا اختار نعناع أن يعيش مع زوج أمه وزوجته؟
- لأسباب عديدة منها أنه لا يوجد في الحياة زوج أم يقسو علي أعمي، لذلك كان لابد أن نصنع تركيبة غريبة شوية لنكون صادقين، وقد أظهرنا زوجة زوج الأم بهذا الشكل لأنها تسكر يوميا.
* هل فعلاً تستغل المدارس الطلاب أثناء حصص الموسيقي؟
- عدد كبير من المدارس لا يعترف بحصص الموسيقي والتربية الفنية وتعتبرها حصصًا ترفيهية، وتستغل الطلبة في تنظيف فناء المدرسة، لكنهم لا يعلمون أن الموسيقي مهمة جدًا ومستحيل أن تجد موسيقيًا إرهابيًا.
* هل استعنت بدوبلير في الفيلم في مشهدي السقوط علي السلم وحادث السيارة؟
- طبعًا، لأنني لست مدربًا علي تقديم هذه المشاهد التي تحتاج إلي متخصص.
* وما رأيك في رفض بعض الفنانين للاستعانة بدوبلير؟
- هذه شعارات لا أحبها، ولا يمكن أن يجازف فنان بروحه في مشاهد صعبة، والدوبلير محترف يعيش من هذه المهنة، وماذا سأكسب إذا حدثت لي عاهة مستديمة في مشهد.
* لماذا جعلت «نعناع» «ألدغ» في الفيلم؟
- فضلت أن يكون شخصية دمها خفيف، وقررت أن يكون «ألدغ» في حرفي السين والشين، ووضعت له «لازمة» الحلفان المتكرر.
* مشهد تنبيه نعناع لسائق التاكسي بوجود رصيف ثم اصطدامه به مكرر، لماذا استعنتم به؟
- ده شغل المؤلف، وكمان الكوميديا مدارس ومنها مدرسة «التكرار»، وقد قدمنا المشهد بشكل مختلف تمامًا، وعجب الجمهور.
ريهام جودة ، ياسمين محمود ، محسن محمود - المصري اليوم
</TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>
خيار الكوميدا يسخر من عنب الغناءفى ________________صباحو كدب